يُعد داء المهبل البكتيري أحد الأمراض النسائية الشائعة والتي تمثل تحديًا خاصًا أثناء فترة الحمل. يتسبب هذا المرض في تواجد توازن غير طبيعي في البكتيريا في المنطقة المهبلية، مما يؤدي إلى التهابات وأعراض غير مريحة. يُعد داء المهبل البكتيري خطيرًا خلال الحمل نظرًا لتداعياته المحتملة على الأم والجنين، وتأثيره على سير الحمل الطبيعي. سنلقي نظرة على تداعيات هذا المرض أثناء الحمل والعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به.
تداعيات داء المهبل البكتيري أثناء الحمل:
أثناء الحمل، يمكن أن يزيد داء المهبل البكتيري من مخاطر العديد من المشكلات الصحية. من أبرز التداعيات المحتملة:
1. ازدياد خطر الولادة المبكرة:
يرتبط داء المهبل البكتيري بزيادة احتمالية الولادة المبكرة وبالتالي زيادة خطر مضاعفات الولادة المبكرة على الطفل.
2. التهابات الجهاز البولي:
يمكن أن يؤدي الداء إلى انتشار الالتهابات إلى الجهاز البولي مما يسبب تهيجًا وألمًا إضافيًا.
3. انخفاض وزن الجنين:
هناك دلائل على أن داء المهبل البكتيري قد يرتبط بزيادة احتمالية انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
عوامل الاختطار:
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بداء المهبل البكتيري أثناء الحمل:
1. التغيرات الهرمونية:
تسهم التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل في تغيير توازن البكتيريا في المنطقة المهبلية.
2. استخدام المضادات الحيوية:
يمكن أن تؤدي استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط إلى قتل البكتيريا المفيدة والمسببة للميزوغين.
3. العوامل البيئية والسلوكية:
مثل التدخين وسوء النظافة الشخصية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
مسميات أخرى للمرض:
التهاب المهبل البكتيري – الغاردنريلة المهبلية – الغاردنيريلي.
أسباب داء المهبل البكتيري:
1.انقلاب التوازن البكتيري:
المهبل يحتوي عادة على توازن من البكتيريا المفيدة والضارة. عندما يحدث انقلاب في هذا التوازن بزيادة البكتيريا الضارة (مثل البكتيريا اللولبية) ونقص البكتيريا المفيدة (مثل الميزوغين)، يمكن أن يحدث داء المهبل البكتيري.
2. التغيرات الهرمونية:
التغيرات في مستويات الهرمونات، سواء خلال فترة الحمل أو أثناء فترة الدورة الشهرية، قد تؤثر على توازن البكتيريا في المهبل وتزيد من احتمالية حدوث الاختلال.
3. العوامل الجنسية:
التغيير في شريك جنسي أو زيادة التواصل الجنسي قد يؤثر على توازن البكتيريا في المهبل ويزيد من خطر الإصابة بالداء.
4. استخدام المضادات الحيوية:
تناول المضادات الحيوية بشكل مفرط يمكن أن يؤثر على التوازن البكتيري في المهبل ويزيد من احتمالية تطور الداء.
5. التدخين:
تشير بعض الأبحاث إلى أن التدخين قد يزيد من خطر حدوث داء المهبل البكتيري، حيث يمكن أن يؤثر على البيئة المهبلية.
6. اضطرابات المناعة:
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في جهاز المناعة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالداء نظرًا لضعف قدرتهم على مواجهة العدوى.
7.استخدام المنظفات القوية:
استخدام منتجات التنظيف القوية أو المعطرة بشكل مفرط في منطقة المهبل يمكن أن يؤثر على التوازن البكتيري.
المضاعفات:
_ زيادة القابلية للإصابة بالأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي.
_ التهاب الحوض:بما في ذلك قنوات فالوب والمبيض، والتي قد تزيد من احتمالية العقم.
_ مشاكل في الحمل، مثل:الولادة المبكرة، انخفاض الوزن عند الولادة، التهاب المشيمة، أو التهاب بطانة الرحم بعد الولادة، خاصة بعد العملية القيصرية.
متى تجب رؤية الطبيب؟
عند ملاحظة إفرازات غير طبيعية من المهبل ومرتبطة برائحة أو حمى، خاصة المرأة الحامل لاستبعاد أنواع العدوى الأخرى ومنع المضاعفات.
العلاج :
علاج داء المهبل البكتيري عادةً يشمل استخدام مضادات البكتيريا المعروفة باسم المضادات الحيوية. هناك عدة خيارات علاجية تتوفر لعلاج هذا المرض. إليك بعض الخطوات الممكن اتباعها:
1. زيارة الطبيب:
إذا كنت تشعرين بأعراض تشير إلى داء المهبل البكتيري مثل رائحة كريهة أو افرازات غير طبيعية، من الضروري مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة وتقديم العلاج المناسب.
2. استخدام مضادات الحيوية:
الطبيب سيقوم بوصف مضاد حيوي معين، مثل الميترونيدازول أو الكليندامايسين، لعلاج الداء. يجب اتباع تعليمات الجرعة والتوقيت التي يحددها الطبيب.
3. تجنب العوامل المسببة:
يجب تجنب استخدام المنظفات القوية أو المعطرة في منطقة المهبل، وتجنب استخدام المضادات الحيوية بدون وصفة طبية.
4. النظافة الجيدة:
يُنصح بالحفاظ على نظافة جيدة بشكل عام وتجنب استخدام منتجات تنظيف قوية قد تزعج التوازن البكتيري.
5. تجنب الرطوبة المفرطة:
يُفضل ارتداء ملابس داخلية قطنية تسمح للجلد بالتهوية وامتصاص الرطوبة.
6. متابعة العلاج:
يجب أن تكملي الجرعات المضادة للحيوي حتى نهايتها، حتى إذا شعرت بتحسن. عدم استكمال العلاج يمكن أن يؤدي إلى عودة الإصابة.
7. عودة للفحص:
بعد العلاج، يمكن أن يطلب الطبيب منك العودة للفحص للتحقق من انتهاء الإصابة وعدم عودتها.
يجب على الأفضل استشارة الطبيب قبل الشروع في أي علاج. تذكري أن الالتزام بتعليمات الطبيب واتباع النصائح الوقائية يمكن أن يساعد في علاج داء المهبل البكتيري بنجاح وتجنب تكرار الإصابة.
الوقاية:
_ المسح من الأمام إلى الخلف بعد قضاء الحاجة وليس العكس.
_ الحرص على جفاف منطقة المهبل.
_ تجنب استخدام الغسولات المهبلية إلا إذا تم وصفه من قبل الطبيب.
_ تغيير الملابس الداخلية أو الفوط الصحية باستمرار.
_ تجنب استخدام الصابون أو المنتجات المعطرة لمنطقة المهبل.
_ تجنب استخدام المنظفات القوية لغسل الملابس الداخلية.
_ ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن.
المفاهيم الخاطئة :
هناك بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بداء المهبل البكتيري، وهي تحتاج إلى التصحيح لضمان فهم صحيح لهذا المرض. إليك بعض هذه المفاهيم:
1. الاعتقاد بأنه عدوى مشتركة جنسياً فقط:
على الرغم من أن العدوى الجنسية يمكن أن تكون عاملاً في زيادة خطر الإصابة بداء المهبل البكتيري، إلا أنه يمكن للنساء غير الناشطات جنسياً أيضًا أن يصابن بهذا المرض.
2. الاعتقاد بأنه مرض معدي:
داء المهبل البكتيري ليس بالضرورة مرض معدي، ولكنه يمكن أن ينجم عن توازن غير طبيعي في البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في المهبل.
3. عدم البحث عن العلاج بسبب عدم وجود أعراض:
قد يكون لدى بعض النساء داء المهبل البكتيري دون أن تظهر لديهن أعراض واضحة. ومع ذلك، قد يؤدي عدم علاج الحالة إلى تفاقمها وتزايد خطر تطور مضاعفاته.
4. عدم الحاجة للعلاج إذا كانت الأعراض طفيفة:
حتى إذا كانت الأعراض طفيفة، من المهم البدء في العلاج. فعدم معالجة داء المهبل البكتيري قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات أخرى ومشاكل صحية.
5. اعتقاد بأن استخدام المضادات الحيوية الموضعية يكفي:
على الرغم من أن استخدام مضادات الحيوية يعتبر جزءًا من العلاج، إلا أنه من المهم أيضًا اتباع النصائح الوقائية الأخرى والحفاظ على نظافة منطقة المهبل.
6. الاعتقاد بأن الشفاء دائم بعد جرعة واحدة من المضادات الحيوية:
قد يكون من الضروري استكمال دورات المضادات الحيوية حتى النهاية حتى يتم التأكد من القضاء على العدوى بشكل كامل ومنع عودتها.
الفهم الصحيح لداء المهبل البكتيري يساهم في الوقاية منه ومعالجته بشكل فعال. لذا، من الضروري تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة والبحث عن المعلومات من مصادر موثوقة واستشارة الطبيب في حالة الشك أو الاستفسار.
ختامًا، يُعد داء المهبل البكتيري مشكلة صحية تؤثر على الحوامل بشكل خاص نظرًا لتداعياته على الحمل وصحة الجنين. من المهم الوعي بعوامل الاختطار والمحافظة على النظافة الشخصية والصحية للوقاية من هذا المرض أثناء الحمل.
بإمكانكم في أي وقت حجز موعد مع الدكتورة سمر حمودة،استشارية النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب، للتشاور بشأن المسائل المتعلقة بداء المهبل البكتيري،يُرجى تعبئة البيانات لحجز الموعد .